وقال أبو السعود :
﴿ يا أيها النبى ﴾
شروعٌ في بيان كفايتِه تعالى إياه عليه الصلاة والسلام في مادة خاصةٍ وتصديرُ الجملة بحرفي النداءِ والتنبيهِ للتنبيه على مزيد الاعتناءِ بمضمونها، وإيرادهُ عليه الصلاة والسلام بعنوان النبوة للإشعار بعليتها للحكم ﴿ حَسْبَكَ الله ﴾ أي كافيك في جميع أمورِك أو فيما بينك وبين الكفرة من الحِراب ﴿ وَمَنِ اتبعك مِنَ المؤمنين ﴾ في محل النصبِ على أنه مفعولٌ معه أي كفاك وكفي أتباعَك الله ناصراً كما في قول من قال :
فحسبُك والضحّاكَ عضْبٌ مهندُ... وقيل : في موضع الجر عطفاً على الضمير كما هو رأيُ الكوفيين أي كافيك وكافيهم أو في محل الرفعِ عطفاً على اسم الله تعالى أي كفاك الله والمؤمنين والآيةُ نزلت في البيداء في غزوة بدرٍ قبل القتالِ. وقيل : أسلم مع النبي ﷺ ثلاثةٌ وثلاثون رجلاً وستُّ نسوةٍ ثم أسلم عمرُ رضى الله عنه فنزلت ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في إسلام عمر رضي الله عنه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾