قال القاضي أبو محمد : وهذا لا تقع الفتنة عنه إلا عن بعد وبوساطة كثيرة، وقيل هو عائد على المؤازرة والمعاونة واتصال الأيدي، وهذا تقع الفتنة عنه عن قرب فهو آكد من الأول، ويظهر أيضاً عوده على حفظ العهد والميثاق الذي يتضمنه ﴿ إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ﴾ [ الأنفال : ٧٢ ] وهذا إن لم يفعل فهي الفتنة نفسها، ويظهر أن يعود الضمير على النصر للمسلمين المستنصرين في الدين، ويجوز أن يعود الضمير مجملاً على جميع ما ذكر، والفتنة المحنة بالحرب وما أنجز معها من الغارات والجلاء والأسر، و" الفساد الكبير " ظهور الشرك، وقرأ جمهور الناس " كبير " بالباء المنقوطة واحدة، وقرأ أبو موسى الحجازي عن الكسائي بالثاء منقوطة مثلثة وروى أبو حاتم المدني أن رسول الله ﷺ قرأ " وفساد عريض "، وقرأت فرقة " والذين كفروا بعضهم أولى ببعض ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾