والحاصل : أنه تعالى شرح حالهم في الدنيا وفي الآخرة، أما في الدنيا فقد وصفهم بقوله :﴿أُوْلئِكَ هُمُ المؤمنون حَقّاً﴾ وأما في الآخرة فالمقصود إما دفع العقاب، وإما جلب الثواب، أما دفع العقاب فهو المراد بقوله :﴿لَهُم مَّغْفِرَةٌ﴾ وأما جلب الثواب فهو المراد بقوله :﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ وهذه السعادات العالية إنما حصلت لأنهم أعرضوا عن اللذات الجسمانية، فتركوا الأهل والوطن وبذلوا النفس والمال، وذلك تنبيه على أنه لا طريق إلى تحصيل السعادات إلا بالإعراض عن هذه الجسمانيات.
القسم الرابع : من مؤمني زمان محمد ﷺ هم الذين لم يوافقوا الرسول في الهجرة إلا أنهم بعد ذلك هاجروا إليه، وهو المراد من قوله تعالى :﴿والذين ءامَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وجاهدوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ١٦٩﴾


الصفحة التالية
Icon