وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى ﴾
أي إن صح كلام العباس في إسلامه وأنه كتم الإسلام ؛ فالله يعلم ما في قلبه وسوف يعطيه الله خيراً مما أخذ منه. وبالفعل فاء الله على العباس بالخير. فقد أسند الطبري إلى العباس أنه قال : فيّ نزلت - أي هذه الآية - حين أعلمت رسول الله ﷺ بإسلامي وسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية التي أخذت مني قبل المفاداة فأبى وقال :" ذلك فَيْءٌ " فأبدلني الله من ذلك عشرين عبداً كلهم تاجر بمالي.
وفي الرواية التي ذكرها ابن كثير ( قال العباس فأعطاني الله مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبداً كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجوه من مغفرة الله عز وجل )، وهكذا تحقق قول الله عز وجل
﴿ يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ.. ﴾ [ الأنفال : ٧٠ ].
وبعد أن نزلت هذه الآية الكريمة، وكانت موافقة لما اتخذه رسول الله ﷺ من قرارات، وأبلغ ﷺ الأسرى بالحكم النهائي من الله : لا تفكون إلا بالفداء أو بضرب الرقاب. وهنا قال سيدنا عبد الله بن مسعود : يا رسول الله إلا سَهْل بَن بيضاء فإنني عرفته يذكر الإسلام ويصنع كذا وكذا، فسكت رسول الله ﷺ فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع عليَّ حجارة من السماء مني في ذلك اليوم، حتى قال رسول الله ﷺ : إلا سَهْل بن بيضاء، وقول الحق تبارك وتعالى :
﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ الأنفال : ٧٠ ].


الصفحة التالية
Icon