وقال أبو السعود :
﴿ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ ﴾
أي نكثَ ما بايعوك عليه من الإسلام وهذا كلامٌ مسوقٌ من جهته تعالى لتسليته عليه الصلاة والسلام بطريق الوعدِ له والوعيد لهم ﴿ فَقَدْ خَانُواْ الله مِن قَبْلُ ﴾ بكفرهم ونقضِ ما أخذ على كل عاقلٍ من ميثاقه ﴿ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ﴾ أي أقدرَك عليهم حسبما رأيتَ يومَ بدر فإن أعادوا الخيانةَ فاعلم أنه سيُمكنك منهم أيضاً، وقيل : المرادُ بالخيانة منعُ ما ضمِنوا من الفداء وهو بعيد ﴿ والله عَلِيمٌ ﴾ فيعلم ما في نياتهم وما يستحقونه من العقاب ﴿ حَكِيمٌ ﴾ يفعل كلَّ ما يفعله حسبما تقتضيه حكمتُه البالغة. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَإِن يُرِيدُواْ ﴾ أي الأسرى ﴿ خِيَانَتَكَ ﴾ أي نقض ما عاهدوك عليه من إعطاء الفدية أو أن لا يعودوا لمحاربتك ولا إلى معاضدة المشركين، ويجوز أن يكون المراد وإن يريدوا نكث ما بايعوك عليه من الإسلام والردة واستحباب دين آبائهم ﴿ فَقَدْ خَانُواْ الله مِن قَبْلُ ﴾ بالكفر ونقض ميثاقه المأخوذ على كل عاقل بل ادعى بعضهم أنه الأقرب ﴿ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ﴾ أي أقدرك عليهم حسبما رأيت في بدر فإن أعادوا الخيانة فاعلم أنه سيمكنك الله تعالى منهم أيضاً فالمفعول محذوف، وقوله سبحانه :﴿ فَقَدْ خَانُواْ ﴾ قائم مقام الجواب، والجملة كلام مسوق من جهته تعالى لتسليته عليه الصلاة والسلام بطريق الوعد له ﷺ والوعيد لهم، ﴿ والله عَلِيمٌ ﴾ فيعلم ما في نياتهم وما يستحقونه من العقاب ﴿ حَكِيمٌ ﴾ يفعل كل ما يفعله حسبما تقتضيه حكمته البالغة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٠ صـ ﴾