وختم آية المؤمنين بقوله :﴿وَسَتُرَدُّونَ﴾ لأَنَّه وعد، فبناه على قوله ﴿فَسَيَرَى اللَّهُ﴾.
قوله :﴿إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ وفى الأُخرى ﴿إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ﴾ [لأَنَّ الآية الأُولى] مشتملة على ما هو من عملهم، وهو قوله :﴿وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً﴾، وعلى ما ليس من عملهم، وهو الظَّمأ والنَّصب والمخْمصة، والله سبحانه بفضله أَجرى ذلك مُجرى عملِهم فى الثَّواب، فقال :﴿إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ أَى جزاءُ عمل صالح، والثَّانية مشتملة على ما هو من عملهم، وهو إِنفاق المال فى طاعته، وتحمّل المشاق فى قطع المسافات، فكُتب لهم بعينه.
لذلك ختم الآية بقوله :﴿لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ لكون الكل من عملهم فوعدهم حسن الجزاءِ عليه وختم (الآية) بقوله :﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ حين أُلحق ما ليس من عملهم بما هو من عملهم، ثم جازاهم على الكل أَحسن الجزاء. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ١ صـ ٢٣٠ ـ ٢٣٦﴾