وقد ذكر الله سبحانه وتعالى بعد ذلك أوصافهم البرة، فقال سبحانه :( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٢).
وقد ذكر الله تعالى انه ما كان لنبى أن يستغفر للمشركين، ولو كانوا أولى قربى، وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، وإن الذين اهتدوا ما كان الله ليضلهم بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شىء عليم.
وقد بين سبحانه سلطانه فى ملك السموات والأرض، ثم بين سبحانه توبته على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، والمهاجرين الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم.
وكان من المؤمنين الصادقين من تخلفوا فى غزوة تبوك من غير عذر من الأعذار التى ذكرها القرآن فرباهم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم - وهو خير المربين - بالإعراض عنهم حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم.
وقد أمر الله المؤمنين الصادقين بأن يلتزموا. وقد وضع سبحانه وتعالى مبدأ