فصل


قال ابن الجوزى :
سورة التوبة

فصل في نزولها


هي مدنية باجماعهم سوى الآيتين في آخرها لقد جاءكم رسول من أنفسكم فانها نزلت بمكة روى البخاري في صحيحه من حديث البراء قال آخر سورة نزلت براءة وقد نقل عن بعض العرب أنه سمع قارئا يقرأ هذه السورة فقال الأعرابي إني لأحسب هذه من آخر ما نزل من القرآن قيل له ومن أين علمت فقال إني لأسمع عهودا تنبذ ووصايا تنفذ

فصل


واختلفوا في أول ما نزل من براءة على ثلاثة اقوال
أحدها أن أول ما نزل منها قوله لقد نصركم الله في مواطن كثيرة قاله مجاهد
والثاني انفروا خفافا وثقالا قاله أبو الضحى وأبو مالك
والثالث إلا تنصروه قاله مقاتل وهذا الخلاف إنما هو في أول ما نزل منها بالمدينة فانهم قد قالوا نزلت الآيتان اللتان في آخرها بمكة

فصل


ولها تسعة أسماء أحدها سورة التوبة والثاني براءة وهذان مشهوران بين الناس والثالث سورة العذاب قاله حذيفة والرابع المقشقشة قاله ابن عمر والخامس سورة البحوث لأنها بحثت عن سرائر المنافقين قاله المقداد بن الأسود والسادس الفاضحة لأنها فضحت المنافقين قاله ابن عباس والسابع المبعثرة لأنها بعثرت أخبار الناس وكشفت عن سرائرهم قاله الحاث بن يزيد وابن إسحاق والثامن المثيرة لأنها أثارت مخازي المنافقين ومثالبهم قاله قتادة والتاسع الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين قاله الزجاج

فصل


وفي سبب امتناعهم من كتابة التسمية في أولها ثلاثة أقوال
أحدها رواه ابن عباس قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم فقال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم


الصفحة التالية
Icon