كذا قيل إلا أن تعلّق الإجارةِ بسماع كلامِ الله تعالى بأحد الوجهين يستلزمُ تعلقَ الاستجارةِ أيضاً بذلك أو بما في معناه من أمور الدينِ، وما رُوي عن عليَ رضي الله عنه أنه أتاه رجلٌ من المشركين فقال : إن أراد الرجلُ منا أن يأتي محمداً بعد انقضاء هذا الأجلِ لسماع كلامِ الله تعالى أو لحاجة قتل؟ قال : لا لأن الله تعالى يقول :﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين استجارك فَأَجِرْهُ ﴾ الخ فالمرادُ بما فيه من الحاجة هي الحاجةُ المتعلقةُ بالدين لا ما يعمها وغيرَها من الحاجات الدنيوية كما ينبىء عنه قوله : أن يأتي محمداً، فإن من يأتيه عليه السلام إنما يأتيه للأمور المتعلقةِ بالدين ﴿ ثُمَّ أَبْلِغْهُ ﴾ بعد استماعِه له إن لم يؤمِنْ ﴿ مَأْمَنَهُ ﴾ أي مسكنَه الذي يأمَن فيه وهو دارُ قومِه ﴿ ذلك ﴾ يعنى الأمرَ بالإجارة وإبلاغِ المأمن ﴿ بِأَنَّهُمْ ﴾ بسبب أنهم ﴿ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ﴾ ما الإسلامُ وما حقيقتُه، أو قومٌ جَهَلةٌ فلا بد من إعطاء الأمانِ حتى يفهموا الحقَّ ولا يبقى لهم معذرة أصلاً. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾