وثالثها : قوله تعالى :﴿وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ والمعنى أنه لما حصل الخزي لهم، بسبب كونهم مقهورين فقد حصل النصر للمسلمين بسبب كونهم قاهرين.
فإن قالوا : لما كان حصول ذلك الخزي مستلزماً لحصول هذا النصر، كان إفراده بالذكر عبثاً فنقول : ليس الأمل كذلك، لأنه من المحتمل أن يحصل الخزي لهم من جهة المؤمنين، إلا أن المؤمنين يحصل لهم آفة بسبب آخر فلما قال :﴿وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ دل على أنهم ينتفعون بهذا النصر والفتح والظفر.
ورابعها : قوله :﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ وقد ذكرنا أن خزاعة أسلموا، فأعانت قريش بني بكر عليهم حتى نكلوا بهم، فشفى الله صدورهم من بني بكر، ومن المعلوم أن من طال تأذيه من خصمه، ثم مكنه الله منه على أحسن الوجوه فإنه يعظم سروره به، ويصير ذلك سبباً لقوة النفس، وثبات العزيمة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٦ صـ ٣ ـ ٤﴾