وقال ابن عطية :
قوله ﴿ قاتلوهم يعذبهم الله ﴾ الآية
قررت الآيات قبلها أفعال الكفرة ثم حضض على القتال مقترناً بذنوبهم لتنبعث الحمية مع ذلك، ثم جزم الأمر بقتالهم في هذه الآية مقترناً بوعد وكيد يتضمن النصرة عليهم والظفر بهم، وقوله ﴿ يعذبهم ﴾ معناه بالقتل والأسر وذلك كله عذاب، ﴿ ويخزهم ﴾ معناه يذلهم على ذنوبهم يقال خزي الرجل خزياً إذا ذل من حيث وقع في عار وأخزاه غيره وخزي خزاية إذا استحيا، وأما قوله ﴿ ويشف صدور قوم مؤمنين ﴾ فإن الكلام يحتمل أن يريد جماعة المؤمنين لأن كل ما يهد من الكفر هو شفاء من هم صدور المؤمنين، ويحتمل أن يريد تخصيص قوم من المؤمنين، وروي أنهم خزاعة قاله مجاهد والسدي ووجه تخصيصهم أنهم الذين نقض فيهم العهد ونالتهم الحرب وكان يومئذ في خزاعة مؤمنون كثير، ويقتضي ذلك قول الخزاعي عن المستنصر بالنبي صى الله علي وسلم :[ الرجز ]
ثُمّتَ أسلمنا فلم تنزع يدا... وفي آخر الرجز :
وقتلونا ركّعاً وسجّداً... أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ قَاتِلُوهُمْ ﴾ أمر.
﴿ يُعَذِّبْهُمُ الله ﴾ جوابه.
وهو جزم بمعنى المجازاة.
والتقدير : إن تقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويَشْفِ صدور قوم مؤمنين. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾