وقال أبو السعود :
﴿ اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ﴾
بآياته الآمرةِ بالإيفاء بالعهود والاستقامةِ في كل أمرٍ أو بجميع آياتهِ فيدخُل فيها ما ذكر دخولاً أولياً أي تركوها وأخذوا بدلها ﴿ ثَمَناً قَلِيلاً ﴾ أي شيئاً حقيراً من حُطام الدنيا وهو أهواؤُهم وشهواتُهم التي اتبعوها، أو ما أنفقه أبو سفيانَ من الطعام وصَرَفه إلى الأعراب ﴿ فَصَدُّواْ ﴾ أي عدَلوا ونكبوا، من صدّ صدوداً أو صرَفوا غيرَهم من صدّ صداً والفاء للِدلالة على سببية الاشتراءِ لذلك ﴿ عَن سَبِيلِهِ ﴾ أي الدينِ الحق الذي لا محيدَ عنه، والإضافةُ للتشريف أو سبيل بيته الحرام حيث كانوا يصُدّون الحجّاجَ والعُمّارَ عنه ﴿ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ أي بئس ما كانوا يعملونه أو عملُهم المستمرّ، والمخصوصُ بالذم محذوفٌ وقد جُوِّز أن تكون كلمةُ ساء على أصلها من التصرف لازمةً بمعنى قبُح، أو متعديةً والمفعولُ محذوفٌ أي ساءهم الذي يعملونه أو عملُهم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾