والتعبير عن العوض المشترى باسم ثمن الذي شأنه أن يكون مبذولاً لا مقتنى جارٍ على طريق الاستعارة تشبيهاً لمنافع أهوائهم بالثمن المبذول فحصُل من فعل ﴿ اشتروا ﴾ ومن لفظ ﴿ ثمناً ﴾ استعارتان باعتبارين.
وجملة :﴿ فصدوا عن سبيله ﴾ مفرّعة على جملة ﴿ اشتروا بآيات الله ﴾ لأنّ إيثارهم البقاء على كفرهم يتسبّب عليه أن يصدّوا الناس عن اتّباع الإسلام، فمثّل حالهم بحال من يصدّ الناس عن السير في طريق تبلّغ إلى المقصود.
ومفعول ﴿ صدّوا ﴾ محذوف لقصد العموم، أي : صدّوا كل قاصد.
وجملة :﴿ إنهم ساء ما كانوا يعملون ﴾ ابتدائية أيضاً، فصلت عن التي قبلها ليظهر استقلالها بالإخبار، وأنّها لا ينبغي أن تعطف في الكلام، إذ العطف يجعل الجملة المعطوفة بمنزلة التكملة للمعطوفة عليها.
وافتتحت بحرف التأكيد للاهتمام بهذا الذم لهم.
و﴿ ساء ﴾ من أفعال الذم، من باب بئس، و ﴿ ما كانوا يعملون ﴾ مخصوص بالذم.
وعبّر عن عملهم بـ ﴿ كَانوا يعملون ﴾ للإشارة إلى أنّه دأب لهم ومتكرّر منهم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon