وقال الماوردى :
قوله عز وجل ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّهِ ﴾
يعني المسجد الحرام. وفيه وجهان :
أحدهما : ما كان لهم أن يعمروها بالكفر لأن مساجد الله تعالى تعمر بالإيمان.
والثاني : ما كان لهم أن يعمروه بالزيارة له والدخول إليه.
﴿ شَاهِدِينَ عَلَى أنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن فيما يقولونه أو يفعلونه دليل على كفرهم كما يدل عليه إقرارهم، فكأن ذلك منهم هو شهادتهم على أنفسهم، قاله الحسن.
والثاني : يعني شاهدين على رسول الله ﷺ بالكفر لأنهم كذبوه وأكفروه وهو من أنفسهم، قاله الكلبي.
والثالث : أن النصراني إذا سئل ما أنت؟ قال : نصراني، واليهودي إذا سئل قال : يهودي، وعابد الوثن يقول : مشرك، وكان هؤلاء كفار وإن لم يقروا بالكفر، قاله السدي. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon