وعن النبي ﷺ :" يأتي في آخر الزمان أناس من أمتي يأتون المساجد يقعدون فيها حلقاً ذكرهم الدنيا وحب الدنيا لا تجالسوهم، فليس لله بهم حاجة " وفي الحديث " الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش " قال عليه الصلاة والسلام : قال الله تعالى :" إن بيوتي في الأرض المساجد وإن زواري فيها عمارها طوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره " وعنه عليه الصلاة والسلام :" من ألف المسجد ألفه الله تعالى " وعنه عليه الصلاة والسلام :" إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان " وعن النبي ﷺ :" من أسرج في مسجد سراجاً لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في المسجد ضوؤه " وهذه الأحاديث نقلها صاحب "الكشاف".
ثم إنه تعالى لما ذكر هذه الأوصاف قال :﴿فعسى أولئك أَن يَكُونُواْ مِنَ المهتدين﴾ وفيه وجوه : الأول : قال المفسرون :﴿عَسَى﴾ من الله واجب لكونه متعالياً عن الشك والتردد.
الثاني : قال أبو مسلم :﴿عَسَى﴾ ههنا راجع إلى العباد وهو يفيد الرجاء فكان المعنى إن الذين يأتون بهذه الطاعات إنما يأتون بها على رجاء الفوز بالاهتداء لقوله تعالى :﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾ [ السجدة : ١٦ ] والتحقيق فيه أن العبد عند الإتيان بهذه الأعمال لا يقطع على الفوز بالثواب، لأنه يجوز على نفسه أنه قد أخل بقيد من القيود المعتبرة في حصول القبول.


الصفحة التالية