وقال ابن عطية :
قوله تعالى ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ﴾ الآية
ظاهر هذه المخاطبة أنها لجميع المؤمنين كافة، وهي باقية الحكم إلى يوم القيامة، وروت فرقة أن هذه الآية إنما نزلت في الحض على الهجرة ورفض بلاد الكفر، فالمخاطبة على هذا هي للمؤمنين الذين كانوا في مكة وغيرها من بلاد العرب خوطبوا بأن لا يوالوا الآباء والإخوة فيكونون لهم تبعاً في سكنى بلاد الكفر، ولم يذكر الأبناء في هذه الآية إذ الأغلب من البشر أن الأبناء هم التبع للآباء و" إخوان " هذه الآية جمع أخ النسب، وكذلك هو في قوله تعالى :﴿ أو بيوت إخوانكم ﴾ [ النور : ٦١ ] وقرأ عيسى بن عمر " أن استحبوا " بفتح الألف من " أن " وقرأ الجمهور " إن بكسر الألف على الشرط، و﴿ استحبوا ﴾ متضمنة معنى فضلوا وآثروا ولذلك تعدت ب " على " ثم حكم الله عز وجل بأن من والاهم واتبعهم في أغراضهم فإنه ظالم أي واضع للشيء غير موضعه، وهذا ظلم المعصية لا ظلم الكفر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾