ولما لم يكن العبرة إلا بما عنده سبحانه، لا بما عند الناس، قال تعالى :﴿عند الله﴾ أي الملك الأعظم من أهل السقاية وما معها من غير إيمان مدلول عليه بشواهده، وإنما لم يذكر المفضل عليه ليفيد أن فضيلتهم على الإطلاق، فيكون المفضل عليه من جملة المدلول عليه، وكرر الاسم الأعظم لمزيد الترغيب لخطر المقام وصعوبة المرام ؛ وأفهم هذا أن تلك الأفعال شريفة في نفسها، فمن باشرها كان على درجة عظيمة بالنسبة إلى من لم يباشرها، ومن بناها على الأساس كان أعظم ؛ ثم بين ما يخص أهل حزبه فقال :﴿وأولئك﴾ أي العالو التربة ﴿هم﴾ أي خاصة لا أنتم أيها المفاخرون مع الشرك ﴿الفائزون﴾ أي بالخير الباقي في الدارين دون من عداهم وإن فعل من الخيرات ما فعل، لأنهم ترقوا من العبدية إلى العندية. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٢٩٠﴾


الصفحة التالية
Icon