وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ الذين آمَنُواْ ﴾ في موضع رفع بالإبتداء.
وخبره ﴿ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ الله ﴾.
و"درجةً" نصب على البيان ؛ أي من الذين افتخروا بالسّقي والعمارة.
وليس للكافرين درجة عند الله حتى يُقال : المؤمن أعظم درجة.
والمراد أنهم قدّروا لأنفسهم الدرجة بالعمارة والسّقي ؛ فخاطبهم على ما قدّروه في أنفسهم وإن كان التقدير خطأ ؛ كقوله تعالى :﴿ أَصْحَابُ الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً ﴾ [ الفرقان : ٢٤ ].
وقيل :"أعظم درجة" من كل ذي درجة ؛ أي لهم المزية والمرتبة العلية.
﴿ وأولئك هُمُ الفائزون ﴾ بذلك. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٨ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله :﴿ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله ﴾
يعني أن من كان موصوفاً بهذه الصفات يعني الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس كان أعظم درجة عند الله ممن افتخر بالسقاية وعمارة المسجد الحرام وإنما لم يذكر القسم المرجوح لبيان فضل القسم الراجح على الإطلاق على من سواهم والمراد بالدرجة المنزلة والرفعة عند الله في الآخرة ﴿ وأولئك ﴾ يعني من هذه صفتهم ﴿ هم الفائزون ﴾ يعني بسعادة الدنيا والآخرة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon