وقال أبو السعود :
﴿ ثُمَّ يَتُوبُ الله مِن بَعْدِ ذلك على مَن يَشَاء ﴾
أن يتوبَ عليه منهم لحكمة تقتضيه أي يوفقه للإسلام ﴿ والله غَفُورٌ ﴾ يتجاوز عما سلف منهم من الكفر والمعاصي ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ يتفضل عليهم ويثيبهم. ( روي أن ناساً منهم جاءوا رسولَ الله ﷺ وبايعوه على الإسلام وقالوا : يا رسول الله أنت خيرُ الناسِ وأبرُّ الناس وقد سُبيَ أهلونا وأولادنا وأُخذت أموالُنا. قيل : سُبيَ يومئذ ستةُ آلافِ نفسٍ وأُخذ من الإبل والغنمِ ما لا يُحصى فقال عليه الصلاة والسلام :" إن عندي ما ترون إن خيرَ القولِ أصدقُه، اختاروا إما ذرارِيَكم ونساءَكم وإما أموالَكم " قالوا : ما كنا نعدِل بالأحساب شيئاً فقام النبيُّ ﷺ فقال :" إن هؤلاء جاءونا مسلمين وإنا خيَّرناهم بين الذراري والأموالِ فلم يعدِلوا بالأحساب شيئاً فمن كان بيده سبْيٌ وطابت نفسُه أن يرُدَّه فشأنُه، ومن لا فليُعطِنا وليكُنْ قَرْضاً علينا حتى نُصيبَ شيئاً فنعُطِيَه مكانه "، قالوا : قد رضِينا وسلّمنا فقال عليه الصلاة والسلام :" إنا لا ندري لعل فيكم من لا يرضى فمُروا عُرفاءَكم فليرفعوا ذلك إلينا " فرَفَعتْ إليه العرفاءُ أنهم قد رضُوا. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾