وقال الثعلبى :
﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ الله ﴾
أيّها المؤمنون ﴿ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ﴾ أي مشاهدوها أماكن حرب تستوطنون فيها أنفسكم على لقاء عدوكم ﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ﴾ يعني وفي يوم حنين وهو واد بين مكة والطائف.
وقال عروة بن الزبير : هو واد إلى جنب ذي المجاز والحري، ولأنه اسم لمذكر فقد يترك إجزاؤه يراد به اسم البلدة التي هو بها، ومنه قول الشاعر :
نصروا نبيهم وشدّوا أزره | بحنين يوم تواكل الابطال |
قال قتادة، وقال مقاتل : كانوا أحد عشر ألفاً وخمسمائة، وقال الكلبي : كانوا عشرة آلاف وكانوا يومئذ أكثر ما كانوا [....... ] وكان المشركون أربعة آلاف من هوازن وثقيف، وعلى هوازن ملك بن عوف النضري، وعلى ثقيف كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي، فلما التقى الجمعان قال رسول الله ﷺ :" لن تُغلب اليوم من قلّة "، ويقال : بل قال ذلك رجل من المسلمين يقال له سلمة بن سلامة ( وسمع ) رسول الله ﷺ كلامه، ووكلوا إلى كلمة الرجل.
قال : فاقتتلوا قتالاً شديداً. فانهزم المشركون وخلوا من الذراري، ثم نادوا : ياحماة السوء اذكروا الفضائح، فتراجعوا وانكشف المسلمون.