وقال الخازن :
﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾
﴿ يريدون ﴾ يعني يريد رؤساء اليهود والنصارى ﴿ أن يطفئوا نور الله بأفواههم ﴾ يعني يريد هؤلاء إبطال دين الله الذي جاء به محمد ( ﷺ ) بتكذيبهم إياه.
وقيل المراد : من النور الدلائل الدالة على صحة نبوته ( ﷺ ) وهي أمور أحدها المعجزات الباهرات الخارقة للعادة التي ظهرت على يد النبي ( ﷺ ) الدالة على صدقه وثانيها القرآن العظيم الذي نزل عليه من عند الله فهو معجزة له باقية على الأبد دالة على صدقه وثالثها أن دينه الذي أمر به هو دين الإسلام ليس فيه شيء سوى تعظيم الله والثناء عليه والانقياد لأمره ونهيه واتباع طاعته والأمر بعبادته والتبرئ من كل معبود سواه فهذه أمور نيرة ودلائل واضحة في صحة نبوة محمد ( ﷺ ) فمن أراد إبطال ذلك بكذب وتزوير فقد خاب سعيه وبطل عمله ثم إن الله سبحانه وتعالى وعد نبيه محمداً ( ﷺ ) بمزيد النصر وإعلاء الكلمة وإظهار الدين بقوله :﴿ ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ﴾ يعني ويأبى الله أن يعلي دينه ويظهر كلمته ويتم الحق الذي بعث به رسوله محمداً ( ﷺ ) ولو كره ذلك الكافرون. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾