وقال ابن عطية :
﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ﴾
واحد " الأحبار " حِبر بكسر الحاء، ويقال حَبر بفتح الحاء والأول أفصح، ومنه مداد الحبر، والحَبر بالفتح : العالم، وقال يونس بن حبيب : لم أسمعه إلا بكسر الحاء، وقال الفراء : سمعت فتح الحاء وكسرها في العالم، وقال ابن السكيت الحِبر : بالكسر المداد والحَبر بالفتح العالم، و" الرهبان " جمع راهب وهو الخائف من الرهبة، وسماهم ﴿ أرباباً ﴾ وهم لا يعبدوهم لكن من حيث تلقوا الحلال والحرام من جهتهم، وهو أمر لا يتلقى إلا من جهة الله عز وجل ونحو هذا قال ابن عباس وحذيفة بن اليمان وأبو العالية، وحكي الطبري أن عدي بن حاتم قال :" جئت رسول الله ﷺ وفي عنقي صليب ذهب، فقال : يا عدي اطرح هذا الصليب من عنقك، فسمعته يقرأ ﴿ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ﴾، فقلت يا رسول الله وكيف ولم نعبدهم ؟ فقال أليس تستحلون ما أحلوا وتحرمون ما حرموا قلت نعم. قال فذاك "، ﴿ والمسيح ﴾ عطف على الأحبار والرهبان، و﴿ سبحانه ﴾ نصب على المصدر والعامل فيه فعل من المعنى لأنه ليس من لفظ سبحان فعل، والتقدير أنزهه تنزيهاً، فمعنى ﴿ سبحانه ﴾ تنزيهاً له، واحتج من يقول إن أهل الكتاب مشركون بقوله تعالى ﴿ عما يشركون ﴾، والغير يقول إن اتخاذ هؤلاء الأرباب ضرب ما من الإشراك وقد يقال في المرائي إنه أشرك وفي ذلك آثار. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾