فلله در أولي العزائم والصبر على الشدائد والمغارم! ولما ذمهم بالشح بالدنيا، أتبعه وصمهم بالسماح بالدين فقال مخبراً عما سيكون منهم علماً من أعلام النبوة :﴿وسيحلفون﴾ أي المتخلفون باخبار محقق لا خلف فيه ﴿بالله﴾ أي الذي لا أعظم منه عند رجوعكم إليهم جمعاً إلى ما انتهكوا من حرمتك بالتخلف عنك لانتهاك حرمة الله بالكذب قائلين : والله ﴿لو استطعنا﴾ أي الخروج إلى ما دعوتمونا إليه ﴿لخرجنا معكم﴾ يحلفون حال كونهم ﴿يهلكون أنفسهم﴾ أي بهذا الحلف الذي يريدون به حياتها لأنهم كذبوا فيه فانتهكوا حرمة اسم الله ﴿والله﴾ أي والحال أن الملك الأعظم المحيط علماً وقدرة سبحانه ﴿يعلم إنهم لكاذبون﴾ فقد جمعوا بين إهلاك أنفسهم والفضيحة عند الله بعلمه بكذبهم في انهم غير مستطيعين، وجزاء الكاذب في مثل ذلك الغضب المؤيد الموجب للعذاب الدائم المخلد. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٣٢٢ ـ ٣٢٣﴾


الصفحة التالية
Icon