والسقوط مستعمل مجازاً في الكَون فجأة على وجه الاستعارة : شُبّه ذلك الكون بالسقوط في عدم التهيّؤ له وفي المفاجأة باعتبار أنّهم حصلوا في الفتنة في حال أمنهم من الوقوع فيها، فهم كالساقط في هُوّة على حيننِ ظَنّ أنّه ماش في طريق سهل ومن كلام العرب "على الخبير سقطتَ".
وتقديم المجرور على عامله، للاهتمام به لأنّه المقصود من الجملة.
وهذه الجملة تسير مَسرى المثَل.
وجملة ﴿ وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ﴾ معترضة والواو اعتراضية، أي وقعوا في الفتنة المفضية إلى الكفر.
والكفر يستحقّ جهنّم.
وإحاطة جهنّم مراد منها عدم إفلاتهم منها، فالإحاطة كناية عن عدم الإفلات.
والمراد بالكافرين : جميع الكافرين فيشمل المتحدّث عنهم لثبوت كفرهم بقوله :﴿ إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ﴾ [ التوبة : ٤٥ ].
ووجه العدول عن الإتيان بضميرهم إلى الإتيان بالاسم الظاهر في قوله :﴿ لمحيطة بالكافرين ﴾ إثبات إحاطة جهنّم بهم بطريق شبيه بالاستدلال، لأنّ شمول الاسم الكلي لبعض جزئياته أشهر أنواع الاستدلال. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon