عن استنفرهم رسول الله ﷺ فتثاقلوا فأمسك الله عنهم المطر. وقال الحسن : الله أعلم بالعذاب الذي كان ينزل عليهم. وقيل : هو عذاب الآخرة فإن الأليم لا يليق إلا به. وقيل : إنه تهديد بالعذاب المطلق الشامل للدارين. الثانية قوله ﴿ ويستبدل قوماً غيركم ﴾ يعني قوماً آخرين خيراً منهم وأطوع. قيل : هم أهل اليمن. عن أبي روق. وقيل : أبناء فارس عن سعيد بن جبير. وقيل : يحتمل أن يراد بهم الملائكة. وقال الأصم : معناه أنه يخرجه من بين أظهركم وهي المدينة والأصح إبقاء الآية على الإطلاق. الثالثة قوله ﴿ ولا تضروه شيئاً ﴾ قال الحسن : الضمير لله وفيه أنه غني عنهم في نصرة دنيه بل في كل شيء. وقال آخرون. الضمير للرسول لأن الله وعده أن يعصمه ووعد الله كائن لا محالة. وفي قوله ﴿ والله على كل شيء قدير ﴾ تنبيه على أنه قادر على نصرة رسوله بأي وجه أراد، وقادر على إيقاع العذاب بكل من يخالف أمره كائناً من كان. عن الحسن وعكرمة أن الآية منسوخة بقوله ﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة ﴾ [ التوبة : ١٢٢ ] والصحيح أنها خطاب لمن استنفرهم رسول الله ﷺ فلم ينفروا فلا نسخ. قال الجبائي : في الآية دلالة على إبطال مذهب المرجئة من أن أهل القبلة لا وعيد لهم. وقال القاضي : فيها دلالة على وجوب الجهاد سواء كان مع الرسول أولا لقوله تعالى ﴿ مالكم إذا قيل لكم ﴾ ولم ينص على أن القائل هو الرسول. ومن قال إن الضمير في قوله ﴿ لا يضروه ﴾ عائد إلى الرسول فجوابه أن خصوص آخر الآية لا يمنع من عموم أولها. ثم رغبهم في الجهاد بطريق آخر فقال ﴿ إلا تنصروه فقد نصره الله ﴾ وهذا كالتفسير لما تقدم. والمعنى إن لم تشتغلوا بنصره فإن الله سينصره بدليل أن الله نصره وقواه حال ما لم يكن معه إلا رجل واحد ولا أقل من الواحد. وفيه أنه لما أوجب له النصرة وقتئذّ فلن يخذله بعد ذلك. وقوله ﴿ إذ أخرجه الذين كفروا ﴾ أي ألجؤه إلى أن خرج ظرف


الصفحة التالية
Icon