وقال القاسمى :
﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ﴾
بضم العين وتشديد الدال، أي : قوةً من مال وسلاح وزادٍ ونحوها ﴿ وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ ﴾ أي : نهوضهم للخروج ﴿ فَثَبَّطَهُمْ ﴾ أي : فكسّلهم وضعّف رغبتهم ﴿ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ أي : من النساء والصبيان.
تنبيهات :
الأول : دل قوله تعالى :﴿ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ﴾ على أن عدة الحرب، من الكُراع والسلاح وجميع ما يستعان به على العدوّ، من جملة الجهاد.
فما صرف في المجاهدين، صرف في ذلك، وهذا جليّ فيما يتقى به من العدة كالسلاح، فأما ما يحصل به الإرهاب من الرايات والطبول ونحو ذلك، مما يضعف به قلب العدوّ، فهو داخل في الجهاد، وقد قال تعالى في سورة الأنفال :﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾، ويكون ذلك كلباس الحرير حالة الحرب، وهذا جليّ حيث لا يؤدي إلى السرَف.
الثاني : إن الفعل يحسن بالنية، ويقبح بالنية، وإن استويا في الصورة، لأن النفير واجب مع نية النصر، وقبيح مع إرادة تحصيل القبيح، وذلك لأنه تعالى أخبر أنه كره انبعاثهم لما يحصل منه من إرادة المكر بالمسلمين.
الثالث : للإمام منع مِنْ يتهم بمضرة المسلمين، أن يخرج للجهاد، فله نفي الجاسوس والمرجف والمخذّل. ذكر ذلك كله بعض مفسري الزيدية.