وربما كان سماعهم منهم مؤدياً إلى مطلوبهم ﴿والله﴾ أي الذي أخبركم بهذا من حالهم وله الإحاطة بكل شيء ﴿عليم﴾ بهم، فثقوا بأخبارهم.
هكذا كان الأصل وإنما قال :﴿بالظالمين﴾ إشارة إلى الوصف الذي أوجب لهم الشقاء بمنعهم عن موطن الخير، وتعميماً للحكم بالعلم بهم وبمن سمع لهم ظالم، والحاصل أنه شبه سعيهم فيهم بالفساد بمن يوضع بعيره في أرض فيها أجرام شاخصة متقاربة، فهو في غاية الالتفات إلى معرفة ما فيها من الفرج والتأمل لذلك حذراً من أن يصيبه شيء من تلك الأجرام فيسقيه كأس الحمام، فلا شغل لهم إلا بغية فسادكم بعدم وصولكم إلى شيء من مرادكم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٣٢٨ ـ ٣٢٩﴾