وقال الثعلبى :
﴿ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً ﴾
يعني حرزاً وحصناً ومعقلاً، وقال عطاء مهرباً، وقال ابن كيسان : قوماً يأمنون فيهم ﴿ أَوْ مَغَارَاتٍ ﴾ غيراناً في الجبال، وقال عطاء : سرادب، وقال الاخفش : كلّ ما غرتَ فيه فغبت فهو مغارة، وهي مفعلة من غار الرجل في الشيء يغور فيه إذا دخل، ومنه غار الماء وغارت العين إذا دخلت في الحدقة، ومنه غور تهامة، والغور : ما انخفض من الأرض، وقرأ عبد الرحمن بن عوف مُغارات بضم الميم جعله مفعلاً من أغار يُغير إذا أسرع ومعناه موضع فرارا، قال الشاعر :

فعدّ طلابها وتعدّ عنها بحرف قد تغير إذ تبوع
﴿ أَوْ مُدَّخَلاً ﴾ موضع دخول، وهو مفتعل من تدخّل يتدخّل متدخّل، وقال مجاهد : مدّخلا : محرزاً. قتادة : سرداباً، وقال الكلبي وابن زيد : نفقاً كنفق اليربوع، وقال الضحاك : مأوىً يأوون إليه، وقال الحسن : وجهاً يدخلونه على خلاف رسول الله ﷺ وقال ابن كيسان : دخلا من مدخلا لاينالهم منكم مايخافون [ منه ] وقرأ الحسن : أو مدخلاً، مفتوحة الميم خفيفة الدال من دخل يدخل، وقرأ مسلمة بن محارب مُدخلاً بضم الميم وتخفيف الدال من دخل يدخل، وقرأه أُبيّ مندخلا، منفعل من اندخل. كما قال :
فلا يدي في حميت السكن تندخل... وقرأ الأعرج بتشديد الدال والخاء [............ ] جعله متّفعلا ثم أدغم التاء في الدال كالمزمّل والمدّثر ﴿ لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ ﴾ لأدبروا إليه هرباً منكم، وفي حرف أُبي : لولّوا وجوههم إليه، وقرأ الأعمش والعقيلي : لوالوا إليه بالألف من الموالاة أي تابعوا وسارعوا.
وروى معاوية بن نوفل عن أبيه عن جده وكانت له صحبة لولوا إليه بتخفيف اللام لأنها من التولية يقال : ولي إليه بنفسه إذا انصرف ولولوّا إليه من المولي ﴿ وَهُمْ يَجْمَحُونَ ﴾ يسرعون في الفرار [ لا يردهم شيء ]. قال الشاعر أبان بن ثعلب :


الصفحة التالية
Icon