والمعنى : وجود البون بين الفريقين في عاقبة الحرب في حالي الغلبة والهزيمة.
وجعلت جملة ﴿ ونحن نتربص ﴾ اسميةً فلم يقل ونتربّص بكم بخلاف الجملة المعطوف عليها : لإفادة تقوية التربّص، وكناية عن تقوية حصول المتربَّص لأن تقوية التربّص تفيد قوة الرجاء في حصول المتربَّص فتفيد قوّة حصوله وهو المكنّى عنه.
وتفرّع على جملة ﴿ هل تربصون بنا ﴾ جملة ﴿ فتربصوا إنا معكم متربصون ﴾ لأنّه إذا كان تربّص كلّ من الفريقين مسفراً عن إحدى الحالتين المذكورتين كان فريق المؤمنين أرضى الفريقين بالمتَّربِّصين لأنّ فيهما نفعه وضرّ عدوّه.
والأمر في قوله :﴿ تربّصوا ﴾ للتحْضيض المجازي المفيد قلّة الإكتراث بتربّصهم كقول طَريف بن تميم العنبري:
فتوسَّمُوني إنَّني أنَا ذلكُم...
شَاكِي سِلاحي في الحوادث مُعْلَم
وجملة ﴿ إنا معكم متربصون ﴾ تهديد للمخاطبين والمعية هنا : معية في التّربص، أو في زمانه، وفصلت هذه الجملة عن التي قبلها لأنّها كالعلّة للحضّ. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٠ صـ ﴾