وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ فلا تعجبك أموالهم ﴾ الآية
حقر هذا اللفظ شأن المنافقين وعلل إعطاء الله لهم الأموال والأولاد بإرادته تعذيبهم بها، واختلف في وجه التعذيب فقال قتادة : في الكلام تقديم وتأخير، فالمعنى " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة "، وقال الحسن : الوجه في التعذيب أنه بما ألزمهم فيها من أداء الزكاة والنفقة في سبيل الله.
قال القاضي أبو محمد : فالضمير في قوله ﴿ بها ﴾ عائد في هذا القول على " الأموال " فقط، وقال ابن زيد وغيره :" التعذيب " هو بمصائب الدنيا ورزاياها هي لهم عذاب إذ لا يؤجرون عليها، وهذا القول وإن كان يستغرق قول الحسن فإن قول الحسن يتقوى تخصيصه بأن تعذيبهم بإلزام الشريعة أعظم من تعذيبهم بسائر الرزايا وذلك لاقتران الذلة والغلبة بأوامر الشريعة لهم قوله :﴿ وتزهق انفسهم ﴾، يحتمل أن يريد ويموتون على الكفر، ويحتمل أن يريد " وتزهق أنفسهم " من شدة التعذيب الذي ينالهم، وقوله ﴿ وهم كافرون ﴾ جملة في موضع الحال على التأويل الأول، وليس يلزم ذلك على التأويل الثاني. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية