وقيل : أموالهم التي ينفقونها فإنها لا تقبل منهم ولا أولادهم المسلمون، مثل عبد الله بن عبد الله بن أبي وغيره، فإنهم لا ينفعون آباءهم المنافقين حكاه القشيري.
وقيل : يتمكن حب المال من قلوبهم، والتعب في جمعه، والوصل في حفظه، والحسرة على تخلفته عند من لا يحمده، ثم يقدم على ملك لا يعذره.
وقدم الأموال على الأولاد لأنها كانت أعلق بقلوبهم، ونفوسهم أميل إليها، فإنهم كانوا يقتلون أولادهم خشية ذهاب أموالهم.
قال تعالى :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ﴾
قال الزمخشري :( فإن قلت ) : إن صح تعليق العذاب بإرادة الله تعالى، فما بال زهوق أنفسهم وهم كافرون؟ ( قلت ) : المراد الاستدراج بالنعم كقوله تعالى :﴿ إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ﴾ كأنه قيل : ويريد أن يديم عليهم نعمته إلى أن يموتوا وهم كافرون ملتهون بالتمتع عن النظر للعاقبة انتهى.
وهو بسط كلام ابن عيسى وهو الرماني، وهما كلاهما معتزليان.
قال ابن عيسى : المعنى إنما يريد الله أن يملي لهم ويستدرجهم ليعذبهم انتهى.
وهي نزغة اعتزالية.
والذي يظهر من حيث عطف وتزهق على ليعذب أن المعنى ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ونبه على عذاب الآخرة بعلته وهو زهوق أنفسهم على الكفر، لأنّ من مات كافراً عذب في الآخرة لا محالة.
والظاهر أن زهوق النفس هنا كناية عن الموت.
قال ابن عطية : ويحتمل أن يريد وتزهق أنفسهم من شدة التعذيب الذي ينالهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾