ثامنا : التشبيه التمثيلى [ مثلهم كمثل الذى استوقد نارا ] وكذلك فى [ أو كصيب من السماء فيه ظلمات ] شبه فى المثال الأول المنافق بالمستوقد للنار، وإظهاره الإيمان بالإضاءة، وانقطاع انتفاعه بانطفاء النار، وفى المثال الثانى شبه الإسلام بالمطر، لأن القلوب تحيا به كحياة الأرض بالماء، وشبه شبهات الكفار بالظلمات، وما فى القرآن من الوعد والوعيد بالرعد والبرق... الخ (قال الفخر الرازي : والتشبيه ههنا فى غاية الصحة، لأنهم بإيمانهم أولا اكتسبوا نورا، ثم بنفاقهم ثانيا أبطلوا ذلك النور، ووقعوا فى حيرة عظيمة، لأنه لا حيرة أعظم من حيرة الدين، لخسران نفسه أبد الآبدين).
تاسعاً : التشبيه البليغ [ صم بكم عمي ] أي هم كالصم، وكالبكم وكالعمى، في عدم الاستفادة من هذه الحواس، حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه فأصبح بليغا، كقول القائل : هو بدر، وقول الشاعر :
كأنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهم كوكب
عاشرا : المجاز المرسل [ يجعلون أصابعهم فى آذانهم ] وهو من إطلاق الكل وإرادة الجزء، أى رؤوس أصابعهم، لأن دخول الأصبع كلها فى الأذن لا يمكن، ففيه مجاز بالجزئية.
الحادى عشر : توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات، وهذا له وقع فى الأذن حسن، وأثر فى النفس رائع، مثل [ بما كانوا يكذبون ] [ إنما نحن مصلحون ] [ ويمدهم فى طغيانهم يعمهون ] إلخ وهو من المحسنات البديعية. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ١ صـ ٣٨ ـ ٣٩﴾


الصفحة التالية
Icon