إذن : فقول الحق سبحانه وتعالى :﴿ والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾ دليل على اتحاد الرضا من الله ومن رسوله، فما يُرضي الله يُرضي الرسول ﷺ، وما يُغضب الله يُغضب الرسول.
أو : أن الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نتأدب مع ذاته، في أنه إذا اجتمع أمران لله ولرسوله لا نجعل أحداً مع الله، وإنما نجعله له سبحانه وهو الواحد. ولذلك فعندما ارتكب رجل ذنباً، وقالوا له : أعلن توبتك أمام رسول الله، قال الرجل : إني أتوب إلى الله ولا أتوب إلى محمد. فقال له رسول الله :" وقعت على الخير ". انظر إلى عظمة الرسول الكريم الذي يثني على رجل يقول أمامه : إني لا أتوب إلى محمد، وإنما أتوب إلى الله.
وقول الحق سبحانه :﴿ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ﴾ أي : إن كان إيمانهم حقيقة، وليس نفاقاً.
إذن : فنحن لا نطلب الرضا من خلق الله، ولكن نطلبه من الله. ورضا الله سبحانه وتعالى ورضا المبلِّغ عنه رسوله ﷺ رضا واحد. ولذلك وحَّد الضمير ﴿ والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾ ولم يقل يرضوهما. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon