ونظيره قوله تعالى :﴿ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السوء بجهالة ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ النحل : ١١٩ ] وقوله :
لقد علم الحي اليمانون أنني...
إذا قلت أما بعد أني خطيبها
وكم وكم.
وجعل الآية من هذا الباب نقله سيبويه في الكتاب عن الخليل وهو هو وليس ﴿ زَعَمَ ﴾ في كلامه تمريضاً له لأنه عادته في كل ما نقله كما بينه شراحه وجوّز أن يكون معطوفاً على ﴿ أَنَّهُ ﴾ وجواب الشرط محذوف أي ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله يهلك فان له الخ.
وحاصله ألم يعلموا هذا وهذا عقيبه ولا يخفى بعده مع أن أبا حيان قال : إنه لا يصح لأنهم نصوا على أن حذف الجواب إنما يكون إذا كان فعل الشرط ماضياً أو مضارعاً مجزوماً بلم وما هنا ليس كذلك.
وتعقبه بعضهم بأن ما ذكره ليس متفقاً عليه فقد نص ابن هشام على خلافه فكأنه شرط للأكثرية، والقول بأن حق العطف فيما ذكر أن يكون بالواو قال فيه الشهاب ليس بشيء إلا أن استحقاقه النار بسبب المحادة بلا شبهة، وقرىء.
﴿ فَانٍ ﴾ بالكسر ولا يحتاج إلى توجيه لظهوره، وقوله سبحانه :﴿ خَالِداً فِيهَا ﴾ حال مقدرة من الضمير المجرور ان اعتبر في الظرف ابتداء الاستقرار وحدوثه وانه اعتبر مطلق الاستقرار فالأمر واضح ﴿ ذلك ﴾ أي ما ذكر من العذاب ﴿ الخزى العظيم ﴾ أي الذل والهوان المقارن للفضيحة، ولا يخفى ما في الحمل من المبالغة، والجملة تذييل لما سبق. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٠ صـ ﴾