وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ الآية
وسبب نزولها على ما قال زيد بن أسلم أن رجلاً من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك : ما لقرائنا أرغبنا بطوناً وأكذبنا ألسنة وأجبننا عند اللقاء؟ فقال له عوف بن مالك : كذبت ولكنك منافق ولأخبرن رسول الله ( ﷺ ) فذهب عوف إلى رسول الله ( ﷺ ) ليخبره فوجد القرآن قد سبقه.
قال زيد : قال عبد الله بن عمر : فنظرت إليه، يعني إلى المنافق، متعلقة بحقب ناقة رسول الله ( ﷺ ) تنكبه الحجارة يقول إنما كنا نخوص ونلعب فيقول له رسول الله ( ﷺ ) :" أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون " ما يزيده قال محمد بن إسحاق الذي قال هذه المقالة فيما بلغني هو وديعة بن ثابت أخو أمية بن زيد بن عمرو بن عوف.
وقال قتادة :" بينا رسول الله عليه وسلم يسير في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين فقالوا يرجوا هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات هيهات فأطلع الله نبيه محمداً ( ﷺ ) على ذلك فقال نبي ( ﷺ ) احبسوا على الركب فأتاهم فقال قلتم كذا وكذا فقالوا يا نبي الله كنا نخوض ونلعب فأنزل الله فيهم ما تسمعون " وقال الكلبي ومقاتل :" كان رسول الله ( ﷺ ) يسير في غزوة تبوك وبين يديه ثلاثة نفر من المنافقين اثنان منهم يستهزئان بالقرآن والرسول والثالث يضحك " قيل كانوا يقولون إن محمداً يزعم أنه يغلب الروم ويفتح مدائنهم ما أبعده من ذلك.
وقيل : كانوا يقولون إن محمداً يزعم أنه أنزل في أصحابنا قرآن إنما هو قوله وكلامه فأطلع الله نبيه ( ﷺ ) على ذلك.
فقال : احبسوا على الركب فدعاهم.