وقال أبو حيان :
﴿ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ﴾
أي : ولئن سألتهم عما قالوا من القبيح في حقك وحق أصحابك من قول بعضهم : انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يفتتح قصور الشام، وقول بعضهم : كأنكم غداً في الجبال أسرى لبني الأصفر، وقول بعضهم : ما رأيت كهؤلاء لا أرغب بطوناً ولا أكثر كذباً ولا أجبن عند اللقاء، فأطلع الله نبيه على ذلك فعنفهم، فقالوا : يا نبي الله ما كنا في شيء من أمرك ولا أمر أصحابك، إنما كنا في شيء مما يخوض فيه الركب، كنا في غير جدّ.
قل : أبالله تقرير على استهزائهم، وضمنه الوعيد، ولم يعبأ باعتذارهم لأنهم كانوا كاذبين فيه، فجعلوا كأنهم معترفون باستهزائهم وبأنه موجود منهم، حتى وبخوا بأخطائهم موضع الاستهزاء، حيث جعل المستهزأ به على حرف التقرير.
وذلك إنما يستقيم بعد وقوع الاستهزاء وثبوته قاله : الزمخشري، وهو حسن.
وتقديم بالله وهو معمول خبر كان عليها، يدل على جواز تقديمه عليها.
وعن ابن عمر : رأيت قائل هذه المقالة يعني : إنما كنا نخوض ونلعب وديعة بن ثابت متعلقاً بحقب ناقة رسول الله ( ﷺ ) يماشيها والحجارة تنكته وهو يقول : إنما كنا نخوض ونلعب، والنبي يقول :" أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن؟ "
وذكر أنّ هذا المتعلق عبد الله بن أبي بن سلول، وذلك خطأ لأنه لم يشهد تبوك. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾