وقال الخازن :
﴿ ألم يأتهم ﴾
رجع من الخطاب إلى الغيبة يعني ألم يأت هؤلاء المنافقين والكفار وهو استفهام بمعنى التقرير أي قد تاهم ﴿ نبأ ﴾ يعني خبر ﴿ الذين من قبلهم ﴾ يعني الأمم الماضية الذين خلوا من قبلهم كيف أهلكناهم حين خالفوا أمرنا وعصوا رسلنا ثم ذكرهم فقال تعالى :﴿ قوم نوح ﴾ يعني أنهم أهلكوا بالطوفان ﴿ وعاد ﴾ أهلكوا بالريح العقيم ﴿ وثمود ﴾ أهلكوا بالرجفة ﴿ وقوم إبراهيم ﴾ أهلكوا بسلب النعمة وكان هلاك نمرود ببعوضة ﴿ وأصحاب مدين ﴾ وهم قوم شعيب أهلكوا بعذاب يوم الظلة ﴿ والمؤتفكات ﴾ يعني المنقلبات التي جعل الله عاليها سافلها وهي مدائن قوم لوط.
وإنما ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الطوائف الستة، لأن آثارهم باقية وبلادهم بالشام والعراق واليمن وكل ذلك قريب من أرض العرب، فكانوا يمرون عليهم ويعرفون أخبارهم ﴿ أتتهم رسلهم بالبينات ﴾ يعني بالمعجزات الباهرات والحجج الواضحات الدالة على صدقهم فكذبوهم وخالفوا أمرنا كما فعلتم أيها المنافقون والكفار فاحذروا أن يصيبكم مثل ما أصابهم فتعجل لكم النقمة كما عجلت لهم ﴿ فما كان الله ليظلمهم ﴾ يعني بتعجيل العقوبة ﴿ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ يعني أن الذي استحقوه من العقوبة بسبب ظلمهم أنفسهم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon