والظاهر أنّ الضمير في أتتهم رسلهم بالبينات عائد على الأمم الستة المذكورة، والجملة شرح للنبأ.
وقيل : يعود على المؤتفكات خاصة، وأتى بلفظ رسل وإن كان نبيهم واحداً، لأنه كان يرسل إلى كل قرية رسولاً داعياً، فهم رسول رسول الله، ذكره الطبري.
وقال الكرماني : قيل : يعود على المؤتفكات أي : أتاهم رسول بعد رسول.
والبينات المعجزات، وهي وأصحاب بالنسبة إلى الحق، لا بالنسبة إلى المكذبين.
قال ابن عباس : ليظلمهم ليهلكهم حتى يبعث فيهم نبياً ينذرهم.
والمعنى : أنهم أهلكوا باستحقاقهم.
وقال مكي : فما كان الله ليضع عقوبته في غير مستحقها، إذ الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون إذ عصوا الله وكذبوا رسله حتى أسخطوا ربهم واستوجبوا العقوبة، فظلموا بذلك أنفسهم.
وقال الكرماني : ليظلمهم بإهلاكهم، يظلمون بالكفر والتكذيب.
وقال الزمخشري : فما صح منه أن يظلمهم وهو حكيم لا يجوز عليه القبيح، وأن يعاقبهم بغير جرم، ولكن ظلموا أنفسهم حيث كفروا به فاستحقوا عقابه انتهى.
وذلك على طريقة الاعتزال.
ويظهر أن بين قوله بالبينات.
وقوله : فما كان كلاماً محذوفاً تقديره والله أعلم فكذبوا فأهلكهم الله، فما كان الله ليظلمهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon