وقال أبو السعود :
﴿ المنافقون والمنافقات ﴾
التعرّضُ لأحوال الإناثِ للإيذان بكمال عراقتِهم في الكفر والنفاق ﴿ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ ﴾ أي متشابهون في النفاق والبُعدِ عن الإيمان كأبعاض الشيء الواحدِ بالشخص، وقيل : أريد به نفيُ أن يكونوا من المؤمنين وتكذيبُهم في حلفهم بالله إنهم لمنكم وتقريرٌ لقوله تعالى :﴿ وَمَا هُم مّنكُمْ ﴾ وقوله تعالى :﴿ يَأْمُرُونَ بالمنكر ﴾ أي بالكفر والمعاصي ﴿ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف ﴾ أي عن الإيمان والطاعةِ استئنافٌ مقررٌ لمضمون ما سبق ومُفصِحٌ عن مضادة حالِهم لحال المؤمنين أو خبرٌ ثان ﴿ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ﴾ أي عن المبرات والإنفاق في سبيل الله فإن قبضَ اليد كنايةٌ عن الشح ﴿ نَسُواْ الله ﴾ أغفلوا ذكرَه ﴿ فَنَسِيَهُمْ ﴾ فتركهم من رحمته وفضلِه وخذلَهم، والتعبيرُ عنه بالنسيان للمشاكلة ﴿ إِنَّ المنافقين هُمُ الفاسقون ﴾ الكاملون في التمرد والفسقِ الذي هو الخروجُ عن الطاعة والانسلاخُ عن كل خيرٍ والإظهارُ في موقع الإضمار لزيادة التقرير كما في قوله تعالى :﴿ وَعَدَ الله المنافقين والمنافقات والكفار ﴾. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾