ثم قال تعالى :﴿ وَمَا نَقَمُواْ ﴾، يعني : وما عابوا وما طعنوا على محمد صلى الله عليه وسلم.
﴿ إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ ؛ وذلك أن النبي ﷺ قدم المدينة وكان أهل المدينة في شدة من عيشهم، لا يركبون الخيل، ولا يحوزون الغنيمة ؛ فلما قدم النبي ﷺ المدينة استغنوا ؛ فذلك قوله :﴿ إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ﴾.
ثم قال الله تعالى :﴿ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ ﴾، يعني : إن تابوا من الشرك والنفاق يكون خيراً لهم من الإقامة عليه.
﴿ وَإِن يَتَوَلَّوْا ﴾ أبوا عن التوبة، ﴿ يُعَذّبْهُمُ الله عَذَابًا أَلِيمًا فِى الدنيا والآخرة ﴾ ؛ يعني : في الدنيا بإظهار حالهم، وفي الآخرة في نار جهنم.
﴿ وَمَا لَهُمْ فِى الأرض مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾، يعني : مانع يمنعهم من العذاب.
وذكر أنه لما نزلت هذه الآية، تاب الجلاس بن سويد وحسنت توبته. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾