قال السدي : قالوا إذا قدمنا المدينة عقدنا على رأس عبد الله بن أُبي تاجاً يباهي به [............ ] إليه. وقال الكلبي : هم خمسة عشر رجلاً منهم عبد الله بن أُبي، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وطعمة بن أُبيرق والجلاس بن سويد وعامر بن النعمان وأبو الاحوص، همّوا بقتل النبي ﷺ في غزوة تبوك فأخبر جبرائيل بذلك رسول الله ﷺ وقيل : إنهم من قريش هموا في قتل النبي ﷺ فمنعه الله عز وجل.
جابر عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية قال : هَمَّ رجل من قريش يقال له الاسود بقتل رسول الله ﷺ ﴿ وَمَا نقموا ﴾ منه، ما أنكروا منه ولا ( ينقمون ) ﴿ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِه ﴾ ( ويقال : إنّ القتيل ) مولى الجلاس قُتل، فأمر رسول الله ﷺ بديته اثني عشر ألفا فاستغنى، وقال الكلبي : كانوا قبل قدوم النبي ﷺ في ضنك من عيشهم، لايركبون الخيل ولايحوزون الغنيمة، فلمّا قدم النبي ﷺ استغنوا بالغنائم، وهذا مثل مشهور : اتّقِ شر من أحسنت إليه.
ثم قال الله عز وجل ﴿ فَإِن يَتُوبُواْ ﴾ من نفاقهم وكفرهم ﴿ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا ﴾ يعرضوا عن الإيمان ﴿ يُعَذِّبْهُمُ الله عَذَاباً أَلِيماً فِي الدنيا ﴾ بالقتل والخزي ﴿ والآخرة ﴾ بالنار ﴿ وَمَا لَهُمْ فِي الأرض مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon