وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله ﷺ جالساً في ظل شجرة فقال : انه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاء فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق العينين فدعاه رسول الله ﷺ فقال : علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله تعالى ما قالوا حتى تجاوز عنهم وأنزل الله تعالى الآية، وإسناد الحلف إلى ضمير الجمع على هذه الرواية ظاهر وأما على الروايتين الأوليين فقيل : لأنهم رضوا بذلك واتفقوا عليه فهو من إسناد الفعل إلى سببه أو لأنه جعل الكلام لرضاهم به كأنهم فعلوه ولا حاجة إلى عموم المجاز لأن الجمع بين الحقيق والمجاز جائز في المجاز العقلي وليس محلاً لخلاف، وإيثار صيغة الاستقبال في ﴿ يَحْلِفُونَ ﴾ على سائر الروايات لاستحضار الصورة أو للدلالة على تكرير الفعل وهو قائم مقام القسم، و﴿ مَا قَالُواْ ﴾ جوابه ﴿ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الكفر ﴾ هي ما حكي من قولهم والله ما مثلنا الخ أو والله لئن كان هذا الرجل صادقاً الخ أو الشتم الذي وبخ عليه عليه الصلاة والسلام، والجملة مع ما عطف عليها اعتراض ﴿ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إسلامهم ﴾ أظهروا ما فيقلوبهم من الكفر بعد إظهار الإسلام وإلا فكفرهم الباطن كان ثابتاً قبل والإسلام الحقيق لا وجود له ﴿ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ ﴾ من الفتك برسول الله ﷺ حين رجع من غزوة تبوك.