وقال عطاء بن السايب : عدن نهر في الجنة جناته على حافتيه، وقال مقاتل والكلبي : أعلى درجة في الجنة وفيها عين التسنيم، والجنان حولها محدقة بها وهي مغطاة من يوم خلقها الله عز وجل حتى ينزلها أهلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن شاء الله، وفيها قصور الدرةّ والياقوت والذهب، فتهب الريح الطيبة من تحت العرش فتدخل عليهم كثبان المسك الأحلى، وقال عطاء الخراساني في قوله :﴿ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ﴾ قال : قصر من الزبرجد والدرّ والياقوت يفوح طيبها من مسيرة خمسمائة عام في جنات عدن، وهي قصبة الجنة وسقفها عرش الرحمن.
﴿ وَرِضْوَانٌ مِّنَ الله أَكْبَرُ ﴾ رفع على الابتداء، أي رضا الله عنهم أكبر من ذلك كله.
روى مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري، قال : قال رسول الله ﷺ :" إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة، فيقولون : لبيك ربّنا وسعديك، فيقول : هل رضيتم فيقولون : ومالنا لانرضى وقد أعطيتنا مالم تعط أحدا من رضاك؟ فيقول : ألا أعلمكم أفضل من ذلك؟ قالوا : وأي شيء أفضل من ذلك؟ قال : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً ".
﴿ ذلك هُوَ الفوز العظيم ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾