وقال ابن عطية :
قوله تعالى ﴿ وعد الله المؤمنين ﴾ الآية
وعد في هذه الآية صريحة في الخير، وقوله ﴿ من تحتها ﴾ إما من تحت أشجارها وإما من تحت علياتها وإما من تحتها بالإضافة إلى مبدأ كما تقول في دارين متجاورتين متساويتي المكان هذه تحت هذه، وذكر الطبري في قوله ﴿ ومساكن طيبة ﴾ عن الحسن أنه قال سألت عنها عمران بن الحصين وأبا هريرة، فقالا على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله ﷺ، فقال : قصر في الجنة من اللؤلؤ فيه سبعون داراً من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريراً، ونحو هذا مما يشبه هذه الألفاظ أو يقرب منها فاختصرتها طلب الإيجاز، وإما قوله ﴿ في جنات عدن ﴾ فمعناه في جنات إقامة وثبوت يقال عدن الشيء في المكان إذا أقام به وثبت، ومنه المعدن أي موضع ثبوت الشيء، ومنه قول الأعشى :
وإن يستضيفوا إلى حلمه... يضافوا إلى راجح قد عدن
هذا الكلام اللغوي، وقال كعب الأحبار ﴿ جنات عدن ﴾ هي بالفارسية جنات الكروم والأعناب.
قال القاضي أبو محمد : وأظن هذا وهماً اختلط بالفردوس، وقال الضحاك ﴿ جنات عدن ﴾ هي مدينة الجنة وعظمها فيها الأنبياء والعلماء والشهداء وأئمة العدل والناس حولهم بعد، والجنات حولها، وقال ابن مسعود :" عدن " هي بطنان الجنة وسرتها، وقال عطاء :" عدن " نهر في الجنة جناته على حافته، وقال الحسن :" عدن " قصر في الجنة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل ومد بها صوته.