وقال أبو حيان :
﴿ وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ﴾
لمّا أعقب المنافقين بذكر ما وعدهم به من نار جهنم، أعقب المؤمنين بذكر ما وعدهم به من نعيم الجنان.
ولما كان قوله :﴿ سيرحمهم الله ﴾ وعداً إجمالياً فصله هنا تنبيهاً على أنّ تلك الرحمة هي هذه الأشياء، ومساكن طيبة.
قال ابن عباس : هي دور المقربين.
وقيل : دور في جنات عدن مختلفة في الصفات باختلاف حال الحالين بها.
وقيل : قصور زبرجد ودر وياقوت يفوح طيبها من مسيرة خمسمائة عام في أماكن إقامتهم.
وفي الحديث :" قصر في الجنة من اللؤلؤ فيه سبعون داراً من ياقوته حمراء، وفي كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريراً " وذكر في آخر هذا الحديث أشياء، وإن صحّ هذا النقل عن الرسول وجب المصير إليه.
في جنات عدن أي : إقامة.
وقال كعب الأحبار : هي بالفارسية الكروم والأعناب.
قال ابن عطية : وأظن هذا ما اختلط بالفردوس.
وقال ابن مسعود : عدن بطنان الجنة وشرقها، وعنه : وسط الجنة.
وقال عطاء : نهر في الجنة، جنانه على حافيته.
وقال الضحاك وأبو عبيدة : مدينة الجنة، وعظمها فيها الأنبياء والعلماء والشهداء وأئمة العدل والناس حولهم بعد، والجنات حولها.
وقال الحسن : قصر في الجن لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل، ومدتها صوته.
وعنه : قصور من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجد.
وروى أبو الدرداء عن رسول الله ( ﷺ ) :" عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر، ولا يسكنها غير ثلاثة : النبيون، والصديقون، والشهداء يقول الله تعالى : طوبى لمن دخلك " وإن صحّ هذا عن الرسول وجب المصير إليه.
وقال مقاتل : هي أعلى درجة في الجنة.
وقال عبد الله بن عمرو : قصر حوله البروج والمروج، له خمسة آلاف باب، على كل باب خيرة لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.


الصفحة التالية
Icon