وقال الثعلبى :
﴿ وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً ﴾
قال المفسرون بروايات مختلفة :" بعث عبد الله بن أُبي بن سلول إلى رسول الله ﷺ وهو مريض فلما دخل عليه رسول الله ﷺ قال له : أهلكك يهود، فقال : يارسول الله إني لم أبعث اليك لتؤنبني ولكن بعثت اليك لتستغفر لي وسأله أن يكفنه في قميصه ويصلي عليه، فلما مات عبد الله بن أُبي إنطلق ابنه إلى النبي ( عليه السلام ) ودعاه إلى جنازة أبيه فقال له النبي ﷺ ما اسمك؟ قال : الحباب بن عبد الله فقال ﷺ : أنت عبد الله بن عبد الله، فإنَّ الحباب هو الشيطان ". ثم انطلق رسول الله ﷺ فلما قام قال له عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : يا رسول الله تصلي على عدو الله ابن أُبي القائل يوم كذا وكذا، وجعل يعد أيامه ورسول الله ﷺ يبتسم حتى إذا أكثر عليه قال : عني يا عمر إنما خيرني الله فاخترت، قيل لي ﴿ استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ هو أعلم فإن زدت على السبعين غفر له؟؟ ثم شهَّده وكفَّنه في قميصه ونفث في جنازته ودلاه في قبره ".
قال عمر ( رضي الله عنه ) : فعجبت من جرأتي على رسول الله ( ﷺ ). فما لبث رسول الله ﷺ إلاّ يسيراً حتى نزلت ﴿ وَلاَ تُصَلِّ على أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً ﴾ ﴿ وَلاَ تَقُمْ على قَبْرِهِ ﴾ أي لا تصلي على قبره بمحل لا تتولَّ دفنه : من قولهم قام فلان بأمر فلان إذا كفاه أمره.