وقال القاسمى :
﴿ وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً ﴾
قال المهايمي : لأنها شفاعة، ولا شفاعة في حقهم ﴿ وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ﴾ أي : لا تقف عليه للدفن أو للزيارة والدعاء.
قال الشهاب : القبر مكان وضع الميت، ويكون بمعنى الدفن، وجوّز هنا :
﴿ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ في الحياة في الباطن ﴿ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ أي : خارجون عن الإيمان الظاهر، الذي كانوا به في حكم المؤمنين.
تنبيهات :
الأول : روى الشيخان في سبب نزول الآية عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما توفي عبد الله ابن أبيّ، جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله ﷺ، فسأله أن
يعطيه قميصه يكفن فيه أباه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله ﷺ ليصلي عليه، فقام عمر، فأخذ بثوب رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله ! تصلي عليه، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ؟
فقال رسول الله ﷺ :< إنما خيرني الله فقال :﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ﴾ وسأزيده على السبعين >. قال : إنه منافق. قال : فصلى عليه رسول الله ﷺ، فأنزل الله عزَّ وجلَّ آية :﴿ وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ ﴾ الخ.
قال الحافظ أبو نعيم : وقع في رواية في قول عمر : أتصلي عليه وقد نهاك الله عن الصلاة على المنافقين ؟، ولم يبيّن محل النهي، فوقع بيانه في رواية أبي ضَمْرَة عن العمري : وهو أن مراده بالصلاة عليهم الإستغفار لهم، ولفظه : وقد نهاك الله أن تستغفر لهم. انتهى.


الصفحة التالية
Icon