وقال السمرقندى :
﴿ وَلاَ تُعْجِبْكَ أموالهم وأولادهم إِنَّمَا يُرِيدُ الله أَن يُعَذّبَهُمْ بِهَا فِى الدنيا ﴾
يعني : بالأموال في الآخرة على وجه التقديم، ﴿ وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كافرون ﴾. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل ﴿ وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيا ﴾
يحتمل ثلاثة أوجه :
أحدها : يعذبهم بحفظها في الدنيا والإشفاق عليها.
والثاني : يعذبهم بما يلحقهم منها من النوائب والمصائب.
والثالث : يعذبهم في الآخرة بما صنعوا بها في الدنيا عند كسبها وعند إنفاقها.
وحكى ابن الأنباري وجهاً رابعاً : أنه على التقديم والتأخير، وتقديره : ولا تعجبك أموالهم وأولادهم في الدنيا إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الآخرة. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ ولا تعجبك أموالهم ﴾ الآية
تقدم تفسير مثل هذه الآية، والخطاب للنبي ﷺ والمراد أمته، إذ هو بإجما ع ممن لا تفتنه زخارف الدنيا.
ويحتمل أن يكون معنى الآية ولا تعجبك أيها الإنسان، والمراد الجنس، ووجه تكريرها تأكيد هذا المعنى وإيضاحه، لأن الناس كانوا يفتنون بصلاح حال المنافقين في دنياهم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon