وقال الثعلبى :
﴿ استغفر لَهُمْ ﴾
يعني لهؤلاء المنافقين ﴿ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ لفظه [ أمر ومعناه ] جزاء تقديره : إن أستغفرت لهم أو لم تستغفر لهم ﴿ استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ والسبعون عند العرب غاية تستقصا بالسبعة، والأعضاء، والسبعة تتمة عدد الخلق، كالسموات والأرض والبحار والأقاليم.
ورأيت في بعض التفاسير : إن تستغفر لهم سبعين مرّة بأزاء صلواتك على [ قبر ] حمزة لن يغفر الله لهم.
قال الضحاك : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ﷺ :" إنِّ الله قد رخّص لي فسأزيدن على السبعين لعل الله أن يغفر لهم ".
فأنزل الله عزّ وجلّ :﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ [ المنافقون : ٦ ].
وذكر عروة بن الزبير أن هذه الآيات نزلت في عبد الله بن أُبي حين قال لأصحابه : لولا أنكم تنفقون على محمد وأصحابه لانفضّوا من حوله، ثمّ قال :﴿ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل ﴾ [ المنافقون : ٨ ]. فأنزل الله تعالى ﴿ استغفر ﴾. فقال النبي ﷺ :" لأزيدن على السبعين " فأنزل الله :﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ ﴾ [ المنافقون : ٦ ] فأبى الله أن يغفر لهم ﴿ ذلك بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله وَرَسُولِهِ والله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon