وقال أبو السعود :
﴿ رَضُواْ ﴾
استئنافٌ لبيان سوءِ صنيعِهم وعدمِ امتثالِهم لكلا الأمرين وإن لم يرُدّوا الأول صريحاً ﴿ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخوالف ﴾ مع النساء اللاتي شأنُهن القعودُ ولزومُ البيوتِ، جمعُ خالفةٍ وقيل : الخالفةُ من لا خير فيه ﴿ وَطُبِعَ على قُلُوبِهِمْ فَهُمْ ﴾ بسبب ذلك ﴿ لاَّ يَفْقَهُونَ ﴾ ما في الإيمان بالله وطاعتِه في أوامره ونواهيه واتباعِ رسولِه عليه السلام والجهادِ من السعادة وما في أضداد ذلك من الشقاوة. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾
أي النساء كما روي عن ابن عباس.
وقتادة وهو جمع خالفة وأطلق على المرأة لتخلفها عن أعمال الرجال كالجهاد وغيره، والمراد ذمهم والحاقهم بالنساء في التخلف عن اجلهاد، ويطلق الخالفة على من لا خير فيه، والتار فيه للنقل للاسمية، وحمل بعضهم الآية على ذلك فالمقصود حينئذ من لا فائدة فيه للجهاد وجمعه على فواعل على الأول ظاهر وأما على الثاني فلتأنيث لفظه لأن فاعلا لا يجمع على فواعل في العقلاء الذكور إلا شذوذاً ﴿ وَطُبِعَ على قُلُوبِهِمْ فَهُمْ ﴾ بسبب ذلك ﴿ لاَّ يَفْقَهُونَ ﴾ ما ينفعهم وما يضرهم في الدارين. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٠ صـ ﴾